http://dc01.arabsh.com/i/02106/rvrw34mdhsoc.jpg
شفان قادو حارس مرمى بامتياز يتمتع بشخصية ذو قوة الأداء لكنه يملك إمكانيات حارس مرمى يتقن كافة فنون اللعبة بمظهرها الحديث و طابعها المتطور بعيداً عن سخط التفكير و الغرور و كان يكرر دائماً بأن التواضع و محبة الآخرين هو السبيل الأوحد الذي يساق حائزه إلى تحقيق الآمال
المعششة بداخله و الارتقاء إلى مرتبات عليا مهما كانت نوعها فكان أحداقه دائماً يحيط إلى حركات حراس المرمى المميزين الذين مروا على تاريخ رياضة سوريا بشكل خاص و رياضة العالم بشكل عام كأمثال .. (سامر سعيد – بوفون – تافاريل ,جوليو سزار ....الخ) و امتلاك كل شيء زاهر منهم و حجزها في زنزانة ذاكرته و تطبيقها على ارض الواقع في إحدى الملاعب الترابية أو في شوارع القامشليالمستطيل الأخضر شفان قادو كتلة من الجليد النادر في بحور المعرفة الرياضية التي لا تذوب أبداً وتبقى لامعاً كأحجارٍ كريمة ،
فهيج انتباه كل الفرق الشعبية بالقامشلي و اعتبر(اخوة كورنيش) المنتصر الوحيد في الحصول على جهوده و كان كل الفرق متمنياً ذلك ، فهو يمتلك خاصية الوفاء و الدفاع عن قميص الفريق بقبضته الذهبية التي حطمت نظرية مغازلة الكرة للشباك كأنه باسق لا يؤثر عليه تلك الأعاصير الثلجية و الحمم البركانية المنصهرة التي تذوب كل صامد يقع بطريقها و لا يعرف مغزى الارتياع عند غشيان الأشباح للكهوف المنصوبة في جوفها من كسر عزيمته ،
و أيضاً اكتشف موهبته نادي الجهاد في ذلك الوقت و تم استدعائه فلبى الدعوة بكل فخر و عزم للدفاع عن قميص النادي و بكل تأكيد انه لن ينكر فضل الجهاد عليه في تحسين مستواه ، فقد ترعرع في صفوف النادي منذ كان وليداً كزهرة الكرز و ارتوى من مياه دجلة حتى أزهرت براعمها ليقدمها إلى من علمه لغة الروح و الابتكار في كرة القدم (نادي الجهاد) و الابتسامة لن تفارق شفاهه عند إبصار راية فرسان الشرق مرفرفة بكل كبرياء بين رايات الكبار الذين نالوا درجات تقدمهم الكروي من نتاج عملهم الناجع و تفكيرهم الخالي من أي عواقب تشوه تاريخهم المدون حروفه بحبر من التصميم على جعل النجاح عنواناً لمبادئهم ،
فقد شيد شفان مملكته بجهوده و نظرته الثاقبة إلى المستقبل البعيد الذي خبئ له الكثير من المفاجآت و صاغ عليها من جاهد في سبيل الازدهار لابد أن يتجمل بالصبر و العنفوان و أن يكون مبصراً على الثقافة الكروية لاستقلال الذات من رماد الثقافة الرياضية القديمة لتحقيق تلك ألأحلام السرمدية ، فجرد مبادئه من الشوائب فأتى تشييده المعنوي متماسكاً بدقة لا تقل عن دقة سامر سعيد في وضع أساس وأن طموحه كزبد الموجات التي تطفو فوق سطح البحار و كنسمات الصباح التي تفوق إحساس الشاعر المرهف في إدمان الخيال ،
فعندما يلعب بهذا المستوى النادر من نوعه و منح اللعبة رونقا أخاذاً كألوان قوس قزح بعد كل رذاذ ناعم يهطل في فصل الربيع فيكون من اجل نفسه أولاً و من اجل عشقه لمملكته الغراء ومن اجل من صفق له على المدرجات لأنهم أساس كل فريق و يصفهم بالمحبين و المخلصين لهذا النادي و كانوا بلسماً لجروحه المتأججة رغم وجوده في الدرجة الثانية فهو يعشقهم كما يعشق الليل للقمر و الربيع لشقائق النعمان و البلابل إلى ترتيل أجمل الإلحان على فروع أشجار السنديان ،
شفان قادو شمعة مضاءة التي تنير المناهج أمام كل لاعب يتطلع إلى غدٍ متلألئ يحرز فيها أمنياته في قطف ثمار الإبداع بالمثابرة و الإصرار على جعل عناء الأيام مستقبلاً بهياً ، فأن شفان يشكر كل من وضع طوق الياسمين على منكبيه و كذلك اتخذ من الدجى نبراساً ينير سبيل أبجدية النرجس .
الى الامام يا شفان