كيف تصل لخشية الله
1- الإقلال من المعاصي ، فكلما قلّت المعاصي على القلب ، كلما اشرق بالنور، فقلل المعاصي وستكون مجاهدة وصعبة بعض الشيء، فقلل المعاصي بقدر مقدرتك .
2-تذكر يوم القيامة والموت و الجنة و النار قدر استطاعتك ، تذكر الجنة ونعيمك في الجنة ، وتذكر وقفتك بين يدي الله عز وجل يوم القيامة .
3- ارحم الناس يخشع قلبك ،فكلما عاملت الناس برحمة كلما خشع قلبك أكثر .
فهذه ثلاثة أمور أوصيكم بها إذا كنتم تريدون الوصول الى الخشوع
وهناك أمر ينبغي التنبيه عليه ،فقبل أن تكون خاشيا ً لله عز و جل ، سوف تجاهد نفسك حتى تخشى الله ،وحين يبدأ القلب يتعلق بخشية الله ، سوف تجد أن من نتائج الخشية ابتعادك عن المعاصي ليس مجاهدة ، بل لآن قلبك يكون فرحا ً ويجد لذة بالابتعاد عن المعاصي.
الإيمان يأتي بالتدريب، فحين تدخل الكلية تدخلها وانت تعرف شيئاً وحين تخرج تجد نفسك تعرف أشياء كثيرة ،وذلك لأنك تدربت،وكذلك الإيمان و الاسلام،فقم بتدريب نفسك،فحاول ترك المعاصي و ألزام قلبك الخشوع ،وحاول أن تتذكر يوم القيامة وأن تعامل الناس برحمة ، فإذا فعلت ذلك سوف تأتي الخشية لقلبك بعد فترة من المجاهدة ، فلو جاءت الخشية ستجد انك تقاوم المعاصي ليس لأنها صعبة بل لآنك ستجد لذة بتركها وهذا الكلام مجرب ،
فسوف تصل لمرحلة أن الخشية حين تدخل قلبك تجد أنها حين دخلت كوت وحرقت مواطن الشهوة في قلبك ،وقد تكون قلت يوما ً ما أنا من الممكن أن أترك أي أمر إلآ المعصية ولا أستطيع تركها أبدا ً فتبدأ بمجاهدة نفسك، وتبدأ تتذكر يوم القيامة ، ويصبح قلبك خاشياًالله ،فحين تأتي الخشية تجد أن المعصية خرجت من قلبك وأنت نفسك تتعجب كيف خرجت !لقد أخرجها الله من قلبك لآن الخشية حين دخلت احرقت مواطن الشهوة من قلبك .
واول درجات الخشية قتل المعاصي ، ولهذا حين عرض على سيدنا يوسف عليه السلام موقف- يصعب على شباب كثر الصمود أمامه – فهو شاب صغير السن ,جميل,غريب ,في بلد لا يعرف أحد ,وهو عبد وليس حرا, والسيدة هي التي تراوده عن نفسه وهي امرأة العزيز ,وصاحبة جمال رائع (وغلقت الأبواب )فلا أحد يرى , وهي التي تعرض نفسها وتقول له : (هيت لك )(يوسف:23)لكن قلبه كان يخشى الله فقال معاذ الله ) (يوسف:23).
فمن الذي يقولها بهذه القوة وهذه الحلاوة!
(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله أنه ربى أحسن مثواى أنه لا يفلح الظالمون)(يوسف:23).
وحين تبدأ بقتل المعاصي في قلبك ويعلم الله هذه الخشية في قلبك ,فتنقل الى درجة أعلى من خشية الله ,أن تبكي من خشية الله عز وجل أن تتذوق حلاوة البكاء من خشية الله عز وجل ,ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع "رواه الترمذي (10).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"ليس شيء أحب الى الله من قطرتين وأثرين :قطرة من دموع في خشية الله ,وقطرة دم تهراق في سبيل الله ,وأما الأثران :فأثر في سبيل الله , وأثر في فريضة من الفرائض الله "(2) ويقول النبي صلى عليه وسلم :من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض دموعه لم يعذب يوم القيامة "(3).
ولذلك كان سيدنا عمر حين يمر على الآية (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) >الإسراء :109