اذار شهر الفرح والالم

تتوالى افراحنا واحزاننا يوميا فمنها نذرف الدموع وتترك في نفوسنا الما ً وحسرةً , ومنها ترسم الفرحة في مآقينا والابتسام فوق شفاهنا وهكذا هو حالنا في شهر من شهور السنة , شهر آذار , آذار الفرح والدموع , وكأن تاريخ الكوردستانيين انطلق من هذا الشهر فلو بدأنا من بداية هذا الشهر الحافل بالمناسبات الحلوة والمرة والمليئة بالذكريات والمفاجأت .
ففي الاول من آذار كان يوماً مؤلماً في سنة 1979 حيث ورىّ الثرى جثمان الاب القائد البارزاني الخالد وحسب وصيته حيث نقل جثمانه الى مدينة ( شنو ) في كوردستان ايران في تجمع قل مثيله بعد نضال دؤوب وحركة قادها طيلة سنين عمره ولكن بعد تحرير كوردستان نقل جثمانه الى مسقط رأسه (برزان) .
وفي الخامس من هذه الشهرمن عام 1991 انتفض الشعب الكوردستاني في( رانيه ) ليشمل بعد ذلك كافة مدن كوردستان وحرروا كوردستان من الطغاة العفلقيين.
وفي اليوم السادس من آذار من عام 1975 فوجئ الكورد باتفاقية الجزائر المشؤمة بين الحكومة العراقية والايرانية ضد الشعب الكوردي .
ففي الثامن من آذار من كل عام تحتفل المراة الكوردستانية بعيد المرأة العالمي الذي اشرق اكثر في ظل التحرر ومشاركة المرأة الكوردستانية في كافة نواح العمل .
وفي التاسع من آذار عام 1989 شهد وفاة الفنان الكوردي محمد شيخو في غرب كوردستان بعد مسيرة نضالية طويلة وشاقة حيث وارى الثرى في مدينة القامشلي

وفي 11آذار وقعت اتفاقية آذار بين القيادات الكوردية ونظام بغداد والتي اعلن خلالها الحكم الذاتي لكوردستان .
وفي نفس اليوم من عام 1991 شهدت اربيل (عاصمة اقليم كوردستان العراق) مدينة الحرية والصرخة ضد الدكتاتورية انتفاضتها الشعبية حيث طرد البعثيين ودكت اوكارهم .
وفي الثاني عشر من آذار شهد غرب كوردستان انتفاضة شعبية اندلعت من القامشلي وتوسعت لتشمل باقي مدن غرب كوردستان من ديريك الى عفرين أثر مؤامرة قامت بها السلطات الامنية لاشعال فتنة داخلية بين الكورد والعرب ولممارسة المزيد من القمع بحق الشعب السوري عامة والشعب الكوردي على وجه الخصوص .
وفي اليوم الرابع عشر من آذار شهد ولادة قائد الحركة الكوردية البارزاني الخالد يجعل من ايام الكورد والكردستانيين ربيعا رغم كل مالاقاه وعاناه .

وفي السادس عشر من آذار توقف الزمن خائفا وتوقفت عقارب الساعة عن الدوران عند الحادية عشر قبل الظهرفي السادس عشر من آذار كم عام 1988 لتصاب حلبجة بالفاجعة الكبرى فاجعة القصف الكيماوي التي راح ضحيتها ( 5000 ) شهيد وجرح اكثر من عشرة آلاف مواطن كوردي وبهذا اعاد التاريخ ذكرى جرح هيروشيما ونغازاكي .
وتتواصل ايام اذار منذ الازل والى يومنا هذا في معايشة الاحداث ليكتبها التاريخ ويمجدها الكوردستانيون .
فالحادي والعشرين من اذار يوم الانتصار على الضحاك ذلك الدكتاتور المتجبر الذي اهلك الملة فاعلن عن نوروز أي ( اليوم الجديد) او (الفجر الجديد) وفي هذا اليوم من كل عام يحتفل الشعب الكوردي بدبكاته واشعاله النيران ليحولوا الليل الى نهار, وكل نوروز هو بداية جديدة لحياة افضل .
ويواسينا الثاني والعشرين من آذار من كل عام 1988 بذكرى الانفال السيئة الصيت التي مارس عملياتها حاكم جائر متهور ضدنا نحن الشعب حيث انفل ما يقارب المائة والثمانين الفا من الكورد رجالا ونساء , كبارا وصغارا , شيبا وشبابا في مرحلتها الثانية .
وفي اواخر هذا الشهر الحزين الذي ابى ان يفارقنا إلا ويحدث فاجعتين بين الكورد في آخر ايامه (31/3/1947 ) كان اعدام رئيس جمهورية مهاباد في شرق كوردستان بعد احد عشرة شهراً من اعلان جمهورية مهاباد.
كما شهد يوم (31/3/1991) الهجرة المليونية الكوردية خوفا من قمع النظام الى دول الجوار حيث راح ضحيت هذه الهجرة آلاف الاطفال والشيوخ والعجزة وكانت بداية للتحرر وبعدها تحررت كوردستان العراق لتضيف ذكرى جديدة في تاريخها المشرف فأهلا بآذار اذار الدموع .. اذار الافراح .. اذار الحدث والمفاجآت .
_________________