<table id=table10 cellSpacing=1 cellPadding=2 width="100%" border=0><tr><td vAlign=top width="100%" bgColor=#ffffff height="100%">
خالص مسور:
الجنة تحت أقدام الامهات: هكذا وسم الحديث الشريف المراة، وبين بجلاء منزلتها الإجتماعية والدينية الأثيرة في الإسلام. كما أن المرأة نصف المجتمع، ويقال بأن وراء كل عظيم امرأة. نعم وراء كل عظيم امرأة ولهذا لانملك اليوم إلا أن نقول للمرأة في عيدها: كل عام وأنت بخير أيتها المرأة الندة للرجل في عطاءاتها وانسانيتها، بل أقول - وبكل ثقة واطمئنان- بأن المرأة تفوق في إنسانيتها الرجل ذاته، بل وأكثر إحساساً منه بأهمية الحياة البشرية على وجه الأرض. ولهذا عرفت الشعوب القديمة أهميتها اكثر من الرجل الحديث، فكانت الأنثى أول معبود في التاريخ البشري وساد العالم عصر سماه العلماء اليوم بعصر المرأة المعبودة أوالعصر (الماتريهالني) حيث انتفت في عصر معبوديتها الحروب والمنازعات المدمرة في ذلك العهد عهد المرأة السعيد
وعاش الناس فيه في حالة من الرخاء والسلم والوئام. ولكن حينما انتزع منها الرجل السيادة في بداية الحقبة الذكورية(البطريركية) بدأت الحروب والمنازعات تنخر في بنيان المجتع الإنساني، وتنتشر فصول مريعة من الظلم والقسوة والهمجية، وفيها بدأت اضطهاد المرأة ذاتها على يدي الرجل ومجتمعه الأبوي. ولكن كيف جاء الإحتفال بيوم المرأة العالمي اليوم..؟ ولماذا يوم 8 آذار تحديداً..؟ وهما سؤالان يدفعاننا إلى النبش في التاريخ لنرى أن الإحتفال بهذه المناسبة تعود إلى 8 آذار من العام 1857م، وهو اليوم الذي باشرت فيه مجموعة من عاملات النسيج في الولايات المتحدة الامريكية بالخروج في مظاهرة صاخبة، ينددن فيها بظروف العمل وتدني أجورهن، وهو ما أدى - حينها- إلى تدخل البوليس وقمع المظاهرة النسائية بمنتهى القسوة والفظاظة. وبعد مايقارب السنتين من ذلك أثمرت تلك المظاهرات والإحتجاجات، عن تأسيس أول نقابة نسائية مهمتها الدفاع عن حقوق النساء العاملات لدى القطاعين العام والخاص، الا أن العاملات لم يستكن إلى هذا الحد فقط بل درجن على الإحتجاج بشكل مستمر، للمطالبة بتحسين أوضاعهن وزميلاتهن. وما إن حل يوم 8 آذار من عام 1908م حتى عادت الأصوات النسائية تهدر من جديد في مدينة نيويورك الأمريكية، شارك في الإحتجاجات التي حشرت فيها المطالب السياسة أيضاً، ما يقارب الخمسة عشر ألفا من النساء العاملات، وفيها رفعن سقف مطالبهن في رفع الاجور، والديموقراطية، وتحسين ظروف عملهن، وحماية الأطفال ومنعهم من العمل، وسن قانون يقر بحق المرأة في الإقتراع العام وانتخاب ممثليهن لدى مؤسسات الدولة أسوة بنصفهن الآخر من الرجال . وبحلول عام 1909 أي بعد عام من تلك المظاهرات أعلنت النساء العاملات إضراباً عاماً عن العمل بكل ثبات ورسوخ، ويقال بأن عدد المشاركات بلغت حينها أكثر من عشرين ألف عاملة وكانت مدة الإضراب واحد وتسعين يوماً. ومن هنا ندرك لماذا شكل يوم 8 آذار منعطفاً ثورياً ومناسبة تاريخية غيرت مجرى حياة المرأة، وكان ذلك نتيجة لجهودها جرأتها في الدفاع المستميت عن حقوقها المشروعة في الحياة والعمل وفي جميع المسارات الإجتماعية، مما أدى إلى خلق نوع من التعاطف الذكوري معها وظهور صيحات تطالب بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، سواء في المحافل الدولية أو على مستوى الرأي العام العالمي. وبذلك اعتبرت المنظمات والشخصيات اليسارية والتي كانت تدور في الفلك السوفيتي يوم انطلاق تلك المظاهرات النسائية الهادرة عيداً تاريخاً يحتفى فيه بالمرأة في يوم 8 آذار من كل عام. ولكن دأب الغرب على محاربة تلك الأفكار واعتبرتها أفكاراً شيوعية تناهض مصالحه الرأسمالية. ونحب أن ننوه ونشير هنا بأن البعض يعتقد بوجود علاقة بين عيد الفوريل اليهودي وعيد المرأة العالمي، وعيد الفوريل هو ذكرى ذلك اليوم الذي أنقذت فيه أستير اليهودية زوجة الملك الفارسي أحشويرش بني قومها اليهود، من مجزرة دبرها لهم في الخفاء وزيره هامان الأجاحي لإبادة يهود المملكة. ولكننا نميل من حيث أصل العيد نحو الرواية الأولى التي اقترنت بالمظاهرات النسائية. وهكذا بتنا نرى اليوم وقد اتخذ فيه عيد المرأة العالمي طابعه الحالي، إحتفاء بالمرأة العاملة منها وغير العاملة، نظراً للدور الهام للمرأة في المسيرة الحياتية للبشرية منذ أقدم العصور وحتى اليوم. فهي منبع الخصوبة، وأم الرجال، وأبطال التاريخ، ومنهن أسماء لامعة في سماء الحركات الإنسانية. وهي أيضاً المعلمة، والطبيبة، والعالمة، والمهندسة، والحاكمة، جنباً إلى جنب الرجل، وقد أظهرت المرأة من الكفاءات قديماً وحديثاً ما يدل على أنها لاتقل كفاءة عن الرجل على جميع الأصعدة، بل وتتفوق عليه في بعض المجالات العلمية والحياتية والإنسانية. إلا إن الحال والمرأة الكردية لا تزال تعيش في مرحلة لاتناسب وميزاتها الإنسانية في مجتمع متخلف هضمها الكثير من حقها وحقوقها، مما أدى إلى تهميش دورها في المجالات الإجتماعية، والإقتصادية، والسياسية، والثقافية...الخ. رغم انخراطها وتقدمها أشواطاً في كل من هذه المجالات، ألا أنها لا تزال تعيش متقوقعة على نفسها، بالإضافة إلى الإغتراب الذي تعانيه في محيطها الإجتماعي الذي يسيطر عليها الرجل. وبات سلوكها وإمكانياتها تتأثر بالظروف الموضوعية القائمة والتي ساهمت في تكريس هذا الواقع الشاذ الخاص بها، حيث لم يتسن للمرأة الكردية حتى اليوم احتلال مواقعها كشخصية لها حضورها في مجالات الحياة المختلفة، ولم يتسن لها ممارسة دورها الريادي في مجتمعها الكردي، ويتم تقيمها من منطلق المفاهيم الذكورية وهي مفاهيم تتصف بالذاتية، والبراغماتية، والنفعية، لصالح جانب واحد ألا وهو جانب الرجل ومجتمعه الأبوي. ولهذا نرى لزاماً على جميع المؤسسات والحكومات في العالم الإهتمام بالمرأة، والعمل على تثقيفها وتوعيتها، ورفع الحيف والغبن التاريخسي عنها، وإلغاء تلك النظرة الدونية لها، والعمل على حمايتها من تجاوزات المجتمع الذكوري على حقوها المدنية، والتخفيف من معاناتها أوقتلها وضربها بسبب أوبدونه. وفتح آفاق الحياة وأبواب التثقيف والعمل أمامها، لتتمكن من ممارسة مواهبها ونشاطاتها في جميع المجالات الحياتية والإنسانية
</TD></TR></TABLE> |